وكانت تحمله الملائكة كما جاء بالتوراة وأيد ذلك القرآن الكريم في سورة البقرة:
(وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين) ( 248 )
فكان فيه لوحا الوصايا العشر, وعصا موسى, وعصا هارون عليهما السلام, ووعاء فيه بقيَّة من المنّ؛ طعام الصحراء,. هكذا جاء في التوراة. ولم يكن فيه بقيَّة من السلوى طعام الصحراء الآخر!
كان إذا أراد الله لهم أن ينتقلوا من مكان إلى مكان أمر الملائكة برفعه عن الأرض بصورة معجزة – فيتوجه إليه الحملة ليبدأوا في جولة سير جديدة. فإذا أراد الله أن ينزلوا بالمكان أمر الملائكة بإنزال التابوت على الأرض, فلم تكن سيطرة لحملته على تحريكة إلا وفق مشيئة الله.
ونظرًا لقدسية (تابوت العهد), التي لازمت وجوده على مسرح الأحداث قديمًا ارتأى الإسرائيليون أن يخلدوا ذكراه فصنعوا ما يسمى "تابوت القدس" وهو تابوت خشبي يوضع مستقلا أو يبنى ضمن جدران المعابد اليهودية تذكرة بتابوت العهد. توضع فيه كتب التوراة, ويكون في الحائط المتجه ناحية أورشليم .
ومن الواجبات التي تجب مراعاتها عدم النوم بجوار "تابوت القدس", أومواجهته عند الجلوس. ويراعى تزيينه وتجميله بكسوة جديدة, ووضع صورة لألواح الشهادة به. ومن الآداب الوقوف طالما كان التابوت مفتوحًا عند إخراج كتاب التوراة من داخله. كما يحذر من تركه خاليًا من كتب التوراة, وفي هذه الحالة لابد من وضع سراج مضيئ في داخله. وتقام بعض الصلوات وينشد الشعر الغنائي عندما يكون تابوت القدس مفتوحًا وهو ما يعني أن هناك اتصالاً مباشرًا بالرب؛ لذا اعتاد بعض اليهود الدخول إلى المعابد وفتح تابوت القدس وإدخال الرأس بين كتب التوراة والبكاء توسلا للرب للخلاص من المحن والكربات. (האינציקלופדיה העברית, ערך "ארון הקודש").
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق