على الرغم من أن الهدهد يعدّ من الطيور النجسة في التوراة, لكنه يتمتع بسيرة طيبة وتاريخ مجيد في التراث اليهودي خاصة مكانته عند الملك سليمان ودوره في قصة ملكة سبأ.
ويُعَدّ الهدهد الطائر الوطني في الكيان الصهيوني, ويُمنع صيده ويُكبَّد المخالف غرامة مالية كبيرة, وقد تصل العقوبة في بعض الأحيان إلى السجن!
جاء في التفاسير العبرية أن معنى الاسم العبري للهدهد دُوخِيفَات (דוכיפת), هو (طاووس البرّ). و(ديك الجبل). وفي المصرية القديمة (أبو تاج), وقيل اشتق اسمه من كلمة تعني تاج الرأس (كوكوفا) وكان عبارة عن قبعة تتخذ لتبديد صداع الرأس عند المصريين القدماء.
وكان لسليمان الملك معرفة كبيرة بلغات الطيور ومن بينها الهدهد وطائر القُنْبُرة, ومن بين الطرائف التي وردت في المصادر العربية عن الهدهد مع سليمان ما يلي:
سليمان في ضيافة الهدهد!
قال الهدهد لسليمان يومًا: أريد أن تكون في ضيافتي يوم كذا, وكذا
قال سليمان: أنا وحدي؟
قال الهدهد: لا, بل أنت وجنودك!
فلما جاء يوم الميعاد توجه سليمان هو وجنوده إلى ضيافة الهدهد, ونزل بجزيرة الهدهد فطار الهدهد إلى الجوّ وغاب ساعة ثم أتى وفي فمه جرادة فخنقها ورمى بها في البحر . .
وقال لسليمان: يا نبي الله تقدم وكل أنت وجنودك ومن فاته اللحم فعليه بالمرق!
فضحك سليمان وصار كلما تذكر تلك الضيافة يضحك . .
ومن ذلك أن قُنْبُرة (اسم طائر) أضافت سليمان وأتته ببعض جراد فقيل في معناها:
أتت سليمان يوم العرض قنبرة *** تهدي إليه جرادًا كان في فِيها
وأنشـدت بلسـان الحـال قائلــــة *** إن الهدايا على مقدار مُهْدِيها
لو كان يُهدى إلى الإنسان قيمته *** لكـان قيمتك الدنيـا ومـا فيها
*********
د. سامي الإمام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق