****************************************************
لا نعرف عن سيرتها شيئًا, غير ما ذكره القرآن الكريم عنها:
(وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) سورة القصص/الآية 11
أي اتبعي أثره, ولكن كوني على حذر لئلا يعرفوا أنك على قرابة به. فيصيبك إذى!
فمن هى مريم في التوراة؟ ولماذا عاقبها الرب على الرغم من دورها الخطير المحفوف بالمخاطر, عاقبها بالبرص؟ على الرغم من أنها تعدّ نبيَّة في اليهودية؟
وما قصة تلك الصخرة التي حملت اسمها وكانت ترافق بني إسرائيل في حقبة التيه كلما شعروا بالعطش أو الحاجة إلى الماء ضُربت فنبع منها الماء !! ثم كفّت عن عطائها بعدما ماتت مريم عليها, وعليهم جميعًا السلام.يتساءل كثيرون عن سرّ وصف مريم, أم عيسى عليهما السلام بـ "يا أخت هارون"؟ ويقولون : لماذا لم يقال: يا أخت موسى! لأن موسى نبي الله؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نذكر أولا ما جاء بالتفاسير اليهودية عن مريم.
جاء بالتفاسير اليهودية أن (عمرام) أبي موسى عليه السلام, وزوج (يوكابد) لما بلغه خبر أمر فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل, كان لديه حينئذ, من الأبناء هارون ومريم, فأراد أن يطلِّق زوجه (يوكابد) حتى لا ينجب ويتعرض الوليد للقتل, وقال ليكن الأمر على السواء, فطلّق زوجه, وفعل أغلب الرجال من بني إسرائيل مثله وطلقوا زوجاتهم!
فقالت ابنته (مريم) : يا أبي, حكمك أقسى من حكم فرعون وأشدّ, إن فرعون قرر أن يقضي على الذكور, ولكن حكمك يقرر القضاء على الذكور والإناث معًا! لقد قرر فرعون إبادة هذا الجيل فقط أما قرارك فيقرر إبادة هذا الجيل وما يليه من أجيال!. وهناك شكّ في أن ينفذ فرعون الظالم ما قرره لكن قرارك يعني إبادة حقيقية! لبني إسرائيل.
فلما سمع الأب عمرام هذه الكلمات من مريم أعاد زوجه إلى بيت الزوجية وفعل مثله أغلب الرجال وأعادوا زوجاتهم.
وبذلك لعبت مريم دورًا عظيمًا على الرغم من صغرها في إقناع أبيها بإعادة أمها (يوكابد) إلى بيت الزوجية بعد الطلاق.
وجاء ميلاد موسى بعد تلك الأحداث, وأصبح نبي بني إسرائيل.
ومما قامت به مريم (النبية) أخت هارون, حين كان موسى لا يزال رضيعًا (ابن ثلاثة أشهر فقط) مراقبتها للسفط/التابوت/صندوق نبات الحلفاء الذي وضعت فيه أمهم, موسى وألقته في النهر, خشية القتل, فجرفته المياه إلى قرب بيت فرعون وكانت إحدى بناته تغتسل فرأته وأمرت إحداى جواريها بإحضاره ولما نظرت في السفط وجدت طفلا جميلا صغيرًا يبكي, فرقّ قلبها له وعرفت أنه من أولاد العبرانيين – وهنا انطلقت "مريم" أخته, بشجاعة منقطعة النظير, وسألت ابنة فرعون: هل أذهب وأحضر لك امرأة من العبرانيات لترضعه؟
فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي.
فذهبت مريم ودعت أمهم (يوكابد), فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي بهذا الولد وأرضعيه وانا أعطي أجرتك.
فأخذت (الأم يوكابد), الطفل وأرضعته.
ونعرف بذلك مكانة مريم في قصة ميلاد موسى عليه السلام وملابسات أمر فرعون بقتل كل ذكر من بني إسرائيل واستحياء الإناث, وشجاعتها في تتبع مصير أخيها الصغير, وحرصها على حياته وعلى مشاعر أمهم (يوكابد) التي عانت تلك اللحظات القاسية.
وقيل إن مريم/أخت هارون – النبيَّة في التراث اليهودي – كانت تنبأت بميلاد موسى وأنه سيكون نبيًا مخلِّصًا لبني إسرائيل من العبودية ومنقذًا لهم من ظلم الفرعون وجبروته.
ومما ينسب لها أيضًا "بئر مريم" التي كانت ترافقها – كمعجزة خصها الله بها – منذ بدء رحلة خروج بني إسرائيل من مصر في الصحراء إلى أن ماتت, ولم يكن لتلك البئر مكانًا ثابتًا بل كانت تتفجر حيث كانت "مريم", وقيل كانت صخرة ترافقهم تتدفق منها الماء باستمرار وكفّ تدفقها بمجرد موت مريم عليها السلام.
ويذكر في المعتقدات اليهودية أن بئر مريم, أو صخرتها التي كفّت عن دفق الماء بعدما ماتت مريم, تقع بالقرب من بحيرة طبرية جعلها الله تمدّ جميع الآبار في فلسطين بالماء العذب, وأنه موكول إلى مياهها إشفاء المرضى ورِي العطشى!
وجاء في سبب يا أخت هارون أنها كانت تقيَّة كهارون أخي موسى الأكبر الذي عرف بالتقوى, ويتضح ذلك من موقفه حين أخذ موسى بلحيته ورأسه, في موقف انحراف بني إسرائيل وعبادة العجل ولم يزخر اخاه الأصغر موسى عليهم جميعًا سلام الله.
وقيل إنهما أي هارون ومريم أم عيسى عليهما السلام يرجعان إلى سبط واحد من أسباط بني إسرائيل الاثني عشر.
يتبع
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
لا نعرف عن سيرتها شيئًا, غير ما ذكره القرآن الكريم عنها:
(وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) سورة القصص/الآية 11
أي اتبعي أثره, ولكن كوني على حذر لئلا يعرفوا أنك على قرابة به. فيصيبك إذى!
فمن هى مريم في التوراة؟ ولماذا عاقبها الرب على الرغم من دورها الخطير المحفوف بالمخاطر, عاقبها بالبرص؟ على الرغم من أنها تعدّ نبيَّة في اليهودية؟
وما قصة تلك الصخرة التي حملت اسمها وكانت ترافق بني إسرائيل في حقبة التيه كلما شعروا بالعطش أو الحاجة إلى الماء ضُربت فنبع منها الماء !! ثم كفّت عن عطائها بعدما ماتت مريم عليها, وعليهم جميعًا السلام.يتساءل كثيرون عن سرّ وصف مريم, أم عيسى عليهما السلام بـ "يا أخت هارون"؟ ويقولون : لماذا لم يقال: يا أخت موسى! لأن موسى نبي الله؟ وللإجابة عن هذا التساؤل نذكر أولا ما جاء بالتفاسير اليهودية عن مريم.
جاء بالتفاسير اليهودية أن (عمرام) أبي موسى عليه السلام, وزوج (يوكابد) لما بلغه خبر أمر فرعون بقتل الذكور من بني إسرائيل, كان لديه حينئذ, من الأبناء هارون ومريم, فأراد أن يطلِّق زوجه (يوكابد) حتى لا ينجب ويتعرض الوليد للقتل, وقال ليكن الأمر على السواء, فطلّق زوجه, وفعل أغلب الرجال من بني إسرائيل مثله وطلقوا زوجاتهم!
فقالت ابنته (مريم) : يا أبي, حكمك أقسى من حكم فرعون وأشدّ, إن فرعون قرر أن يقضي على الذكور, ولكن حكمك يقرر القضاء على الذكور والإناث معًا! لقد قرر فرعون إبادة هذا الجيل فقط أما قرارك فيقرر إبادة هذا الجيل وما يليه من أجيال!. وهناك شكّ في أن ينفذ فرعون الظالم ما قرره لكن قرارك يعني إبادة حقيقية! لبني إسرائيل.
فلما سمع الأب عمرام هذه الكلمات من مريم أعاد زوجه إلى بيت الزوجية وفعل مثله أغلب الرجال وأعادوا زوجاتهم.
وبذلك لعبت مريم دورًا عظيمًا على الرغم من صغرها في إقناع أبيها بإعادة أمها (يوكابد) إلى بيت الزوجية بعد الطلاق.
وجاء ميلاد موسى بعد تلك الأحداث, وأصبح نبي بني إسرائيل.
ومما قامت به مريم (النبية) أخت هارون, حين كان موسى لا يزال رضيعًا (ابن ثلاثة أشهر فقط) مراقبتها للسفط/التابوت/صندوق نبات الحلفاء الذي وضعت فيه أمهم, موسى وألقته في النهر, خشية القتل, فجرفته المياه إلى قرب بيت فرعون وكانت إحدى بناته تغتسل فرأته وأمرت إحداى جواريها بإحضاره ولما نظرت في السفط وجدت طفلا جميلا صغيرًا يبكي, فرقّ قلبها له وعرفت أنه من أولاد العبرانيين – وهنا انطلقت "مريم" أخته, بشجاعة منقطعة النظير, وسألت ابنة فرعون: هل أذهب وأحضر لك امرأة من العبرانيات لترضعه؟
فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي.
فذهبت مريم ودعت أمهم (يوكابد), فقالت لها ابنة فرعون: اذهبي بهذا الولد وأرضعيه وانا أعطي أجرتك.
فأخذت (الأم يوكابد), الطفل وأرضعته.
ونعرف بذلك مكانة مريم في قصة ميلاد موسى عليه السلام وملابسات أمر فرعون بقتل كل ذكر من بني إسرائيل واستحياء الإناث, وشجاعتها في تتبع مصير أخيها الصغير, وحرصها على حياته وعلى مشاعر أمهم (يوكابد) التي عانت تلك اللحظات القاسية.
وقيل إن مريم/أخت هارون – النبيَّة في التراث اليهودي – كانت تنبأت بميلاد موسى وأنه سيكون نبيًا مخلِّصًا لبني إسرائيل من العبودية ومنقذًا لهم من ظلم الفرعون وجبروته.
ومما ينسب لها أيضًا "بئر مريم" التي كانت ترافقها – كمعجزة خصها الله بها – منذ بدء رحلة خروج بني إسرائيل من مصر في الصحراء إلى أن ماتت, ولم يكن لتلك البئر مكانًا ثابتًا بل كانت تتفجر حيث كانت "مريم", وقيل كانت صخرة ترافقهم تتدفق منها الماء باستمرار وكفّ تدفقها بمجرد موت مريم عليها السلام.
ويذكر في المعتقدات اليهودية أن بئر مريم, أو صخرتها التي كفّت عن دفق الماء بعدما ماتت مريم, تقع بالقرب من بحيرة طبرية جعلها الله تمدّ جميع الآبار في فلسطين بالماء العذب, وأنه موكول إلى مياهها إشفاء المرضى ورِي العطشى!
وجاء في سبب يا أخت هارون أنها كانت تقيَّة كهارون أخي موسى الأكبر الذي عرف بالتقوى, ويتضح ذلك من موقفه حين أخذ موسى بلحيته ورأسه, في موقف انحراف بني إسرائيل وعبادة العجل ولم يزخر اخاه الأصغر موسى عليهم جميعًا سلام الله.
وقيل إنهما أي هارون ومريم أم عيسى عليهما السلام يرجعان إلى سبط واحد من أسباط بني إسرائيل الاثني عشر.
يتبع
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية/كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
هل حضرتك تقصد ان مربم النبية هى مريم ام عيسي
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفبين المريمتين 1500 عام .... كلام كذب
حذفبين مريم بنت عمرام ومريم ام عيسى 1500 عام ...كفاكم لعب بعقول الناس
ردحذف