القضاء وأحكامه في اليهودية

القضاء وأحكامه في اليهودية 
***********************
تأليف أ.د مناع حسن عبد المحسن
أستاذ الأدب العبري الوسيط والمقارن
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر
يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول وخاتمة, في 120 صفحة.

الفصل الأول: السنهدرين (محكمة الأحبار العليا), ونظامه وتكوينه
الفصل الثاني: السنهدرين عبر التاريخ
الفصل الثالث: الرجم
الفصل الرابع: القتل
الفصل الخامس: الحرق, وعقوبات أخرى 
فالسنهدرين, في الفصل الأول, هى محكمة اليهود العليا, أو مجلس القضاء الأعلى وكانت تختصّ بالنظر في اقضايا السياسية والجنائية والدينية المهمة في فلسطين, وإصدار الحكام طبقًا للشريعة اليهودية, وكان لهذه الهيئة أثر بالغ في تطوّر الشريعة اليهودية وفي نظم الحكم وتوجيه دفة السياسة باسم الدين.
وتناول المؤلف في الفصل الثاني, بدايات تأسيس السنهدرين, وأرجع ذلك إلى اختيار موسى عليه السلام سبعين شيخًا ليعاونوه في تنظيم شؤون شعبه لنه لم يستطع وحده القيام بمهام الشعب. وتابع الكلام عن "المجمع الكبير", كتطوّر للسنهدرين, بعد انقسام المملكة, ثم في عصر المكابيين, وصلاحيات الهيئة القضائية في زمن الاحتلال الروماني لفلسطين.
وتناول في الفصل الثالث الرجم, وكان أحد عقوبات أربع للموت تسمى "عقوبات المحكمة الأربع" وهى الرجم والحرق والقتل سيفًا والخنق, وعدّد الجرائم المستحقة لهذه العقوبات وطرق تنفيذها. وتفاصيل ذلك واختلاف الأحبار في كثير من أحكام هذه العقوبات.
وفي الفصل الرابع تكلم المؤلف عن عقوبة القتل, بصفته أحد طرق أربع للإماتة. وكان عقوبة من يقتل نفسا بغير حقّ, إذ يعدّ قتل النفس وإزهاق الروح من أشنع الجرائم وأفظعها. لذا سنّت شريعة القصاص في قانون العهد: "من ضرب إنسانًا فمات يقتل قتلا. وأن النفس بالنفس والعين بالعين ةالسن بالسن. وأن الأرض لا يكفّر عنها من أجل الدم الذي سُفك فيها إلا بدم سافكه, حتى إن هذا الحكم كان ينطبق على الحيوانات أيضًا: فإذا ما نطح ثور رجلا أو امرأة فمات النطيح رُجم الثور من فوره.
وواصل الكلام في الفصل الخامس عن الحرق, بصفته أحد الميتات الأربع للمحكمة, وتتم بصب سائل ملتهب في جوف المتهم المحكوم عليه بهذه العقوبة. وقد سنّت التوراة والتلمود من بعدها عقوبة الموت حرقًا في الزنا وحده, لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة, ووضع الأساس الشريف المقدس الذي يسمو بهذه العلاقة الى محل الكرامة والجلال, وصونا لها من المساس بها أو تدنيسها. والتي يبدو أنها كانت شائعة بين بني إسرائيل. وكان الرجم بالحجارة أيضًا والقذف من مكان مرتفع من وسائل قتل الزاني والزانية. وهو عقوبة على المحصن من الجنسين, والمقصود بالإحصان عندهم إحصان المرأة لا الرجل, فلا عقوبة على الرجل إلا في سفاح ذوي القربى ومسافدة الحيوان والوقوع على زوجة رجل. 
وتناول الكتاب القيِّم تفاصيل أخرى كثيرة عن هذه الأحكام في ثنايا الكلام عن كل منها.
والكتاب يعدّ بحقّ مرجعًا مهمًا لطلاب كليات الشريعة والقانون والحقوق وكل باحثي المقارنات التشريعية والقانونية بين الديانات.
وقد دوّن بلغة سهلة يسيرة وحرص فيه المؤلف على تقديم فكرة موجزة لكنها مفيدة إلى حد كبير حتى لعامة الطلاب والقراء.
د. سامي الإمام
أستاذ الديانة اليهودية
كلية اللغات والترجمة/جامعة الأزهر